في هذا المقال تعرف على 3 أخطاء قاتلة يرتكبها كثير من رواد الأعمال عند منح الامتياز التجاري لأول مرة، من خلال قصة “سالم”، رائد الأعمال الخليجي الذي تعلّم الدرس بعد فوات الأوان. اكتشف كيف تتفاداها.
مقدمة
يحلم الكثير من رواد الأعمال بتحويل علاماتهم التجارية إلى سلاسل ناجحة عبر الامتياز التجاري (الفرنشايز)، لكن ما لا يدركه البعض أن الامتياز ليس مجرد توقيع عقد أو منح الاسم لمستثمر آخر. بل هو نظام دقيق يتطلب تخطيطًا، وثائق احترافية، وجهوزية تشغيلية متكاملة.في هذا المقال، نروي قصة “سالم”، رائد أعمال خليجي طموح، ارتكب ثلاثة أخطاء شائعة، كلفته مشروعه وسمعته، ونتعلّم منها كيف نتفاداها.
-
القصة: سالم والطموح المتعجّل.
سالم شاب في الثلاثينات، افتتح مقهى عصري في أحد شوارع الرياض الحيوية. تميّز بنكهاته المبتكرة وتصميمه الجذاب. بعد ستة أشهر فقط من افتتاح المقهى، بدأ يتلقى عروضًا من عملاء يسألون: “هل تبيع امتياز؟”تحمّس سالم، ورأى أن الفرصة أمامه للتوسع السريع دون تمويل مباشر، فوافق على منح أول امتياز لأحد المستثمرين في المنطقة الشرقية. بعد أشهر قليلة، بدأت المشاكل تظهر، ثم تفاقمت، ثم انتهت التجربة بالفشل… لماذا؟
-
الخطأ الأول: التوسع بدون نظام تشغيل.
أكبر خطأ ارتكبه سالم هو استعجاله توقيع عقد الامتياز دون تجهيز دليل تشغيل شامل يوضح آلية العمل، وصف المنتجات، معايير الخدمة، هوية العلامة، وأدلة التدريب.الممنوح اجتهد من عنده، لكن جودة القهوة تراجعت، والديكور لم يُنفذ بدقة، والزبائن شعروا أن “فرع الشرقية” لا يُشبه الأصل.النتيجة؟ تدهور سمعة العلامة، وتراجع العملاء حتى في فرع سالم الرئيسي.
الدروس:
لا تمنح الامتياز إلا بعد بناء نظام تشغيل مكتوب قابل للتكرار.دليل التشغيل هو العمود الفقري لأي نظام فرنشايز ناجح.
الخطأ الثاني: عدم تقييم الجاهزية.
سالم لم يتوقف ليسأل:هل مشروعي قابل للتكرار فعلاً؟هل لدي القدرة على تدريب ممنوحين؟هل الأرباح الحالية قابلة للتوسع؟لم يكن لديه أي تقييم مسبق. لم تُسجل علامته التجارية رسميًا، ولم يكن لديه نموذج مالي واضح.
النتيجة؟
التوسع كان عشوائيًا، مبنيًا على الحماس لا التحليل، وبالتالي واجه مشاكل تشغيلية وقانونية مبكرة.
الدروس:
قبل أي توسع، يجب إجراء تقييم شامل للجاهزية يشمل: العمليات، المالية، التسويق، الحماية القانونية.ليس كل مشروع ناجح يصلح للامتياز.
الخطأ الثالث: استخدام عقد امتياز ضعيف.
لغياب الخبرة القانونية، استخدم سالم عقد امتياز “جاهز” حصل عليه من الإنترنت. العقد لم يتضمن:》معايير الرقابة والمتابعة.》حقوق والتزامات الأطراف.》آلية فسخ العقد وحل النزاعات.》حماية الملكية الفكرية للعلامة.حين خالف الممنوح الشروط، لم يتمكن سالم من التصرف قانونيًا، لأنه لم يحدد تلك الشروط أصلاً.
النتيجة؟
خسارة مالية وضرر معنوي، وصعوبة كبيرة في استرجاع الحقوق.
الدروس:
عقد الامتياز يجب أن يكون مخصصًا ومعدًّا من قبل محامٍ مختص.لا يوجد شيء اسمه “عقد موحّد يصلح للجميع”.
كيف يمكن تفادي هذه الأخطاء؟
إذا كنت صاحب مشروع تفكر في تحويله إلى امتياز تجاري، فإليك ما يجب فعله:
1. ابدأ بتقييم جاهزية نشاطك.
اجعل خبيرًا يقيم مشروعك من حيث: النضج التشغيلي، التميز في السوق، قابلية التوسع، والتجهيزات الإدارية.
2. أنشئ نظام تشغيل مكتوب.
استعن بمستشارين متخصصين لصياغة دليل التشغيل، دليل الهوية، وأدلة التدريب لضمان تناسق التجربة في جميع الفروع.
3. صغ عقدًا قانونيًا مخصصًا لك.
لا تعتمد على قوالب جاهزة. يجب أن يعكس العقد واقع مشروعك، ويحمي علامتك، ويحدد العلاقة بدقة بين المانح والممنوح.
الخاتمة:
الامتياز التجاري وسيلة قوية للتوسع… لكن إن لم تُبنى على أسس صحيحة، قد تتحول إلى عبء يُفقدك مشروعك بدل أن ينقله إلى مستوى جديد.”سالم” تعلم درسه بالطريقة الصعبة. أنت يمكنك أن تبدأ من حيث انتهى هو.
في منصة فرانشيكويد، نرافقك من أول خطوة حتى تصبح علامتك جاهزة للانتشار بثقة واحتراف.
ابدأ الآن بتقييم جاهزية نشاطك معنا عبر franchiguide.com
ولطلب خدمات صياغة اتفاقية الامتياز أوثيقة الإفصاح أو تقييمها أو الاستشارة بشأنها وظفني على مستقل. يحيى علي
